أهم الأخبارمقالات الرأي

طبخة محو الأمية التى أفسدها الملح الزائد

بقلم _عبد الرحمن عبادي:

هوب فجأة أصبحت مشاركة طلاب عدة كليات فى برنامج محو أمية المواطنين شرط إلزامى للتخرج كمشروع قومى تساهم فيه الجامعات لتقليص نسب الأمية فى مصر ..شىء جميل وواجب وطنى ضرورى لا اختلاف عليه ..لكنه كالعادة لابد من إفساد الطبخة بالملح الزائد.
الحكاية وما فيها إننا بدلا من أن نرى مساهمة حقيقية من طلاب الجامعات فى تقليص نسبة محو الأمية أصبحنا نرى سوقا رائجة وبيزنيس جديد لاستغلال الطلاب على طريقة مرضى كليات الطب الذين وضعوا تسعيرات للموافقة على فحصهم ..أصبحنا نرى قائمة أسعار توضع أمام طلاب الكليات التى نكبت بالقرار من مستغلى الأزمات لتوفير مواطنين أميين وتسهيل حصولهم على شهادة محو الأمية وأساليب وحيل ملتوية للحصول على شهادات محو الأمية .
حتى هذه اللحظة ممكن القول أن المشكلة فى المجتمع والتجربة لازالت فى بداياتها..لكن الحقيقة إن (تاتشات ) الكليات أفسدت الطبخة نهائيا ..لأن الكليات التى بدأت تطبيق القرار هذا العام فقط ولم يتم إخطار طلابها سوى من شهور قليلة لوحت للطلاب بأنها لن تعلن نتيجة نهايةالعام إلابعد تقديمهم ما يثبت محو أمية العدد المحدد لكل منهم من المواطنين ..والعجيب أن ذلك تم تطبيقه على طلاب الفرقة الرابعة بكليات مثل الألسن والتربية وبدلا من أن ينشغل الطالب بخوض الامتحانات أصبح مطالبا بالبحث عن مواطنين أميين لمحو أميتهم وأصبحت هناك سوق رائجة بين العمال والإداريين لاستغلال الطلاب وأصبح الموضوع مجرد تستيف ورق وتم إفراغ ذلك المشروع من مضمونه مبكرا لينضم إلى المحاولات السابقة.
من الممكن تفهم أن يكون ذلك جزء من التدريب العلمى لطلاب كليات مثل التربية أوالألسن أو حتى الخدمة الاجتماعية والآداب ..لكن الإلزام يكون بعد وضع برنامج تدريبي علمى واضح وعلى طلاب الفرق الجديدة مش خبط لزق كدا
شوية عقل أرجوكم أمام أبنائنا..لاتجبروهم من الآن على أساليب التحايل حتى لايصبح أسلوب دائم فى تعاملاتهم

الوسوم

موضوعات ذات صلة »

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock