أهم الأخبارمقالات الرأي

زي النهاردة.. بقلم د. إيمان علاء الدين عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة

 

زي النهارده من 112 سنة، بالظبط يوم الأثنين الموافق21 ديسمبر  عام 1908 تأسست “جامعة القاهرة” حالياً تحت اسم “الجامعة المصرية”، والتي أعيد تسميتها لاحقا وعرفت بإسم “جامعة فؤاد الأول” عام 1940 ثم أخيرا سميت بجامعة القاهرة بعد ثورة 23 يوليو 1952، ومن شواهد التاريخ، أنه لم يكن قرار إنشاء الجامعة بالأمر الهين، ذلك الصرح المميز الذي تم إنشائه ليكون منارا للفكر وأساسا للنهضة العلمية وجسرا يصل البلاد بمنابع العلم الحديث،  فجامعة القاهرة التي تبني بالأمل والحلم، فالأمل يتمثل في  غد مفعم بالنشاط والقوة والحلم يشير إلي جامعة يشار إليها بعبقرية الإنسان والزمان والمكان، حيث تم تعيين الدكتور أحمد لطفي السيد رئيسا لها كأول مصري يتقلد هذا المنصب وفي عام 1925 صدر مرسوم ملكي بضم أربعة كليات للجامعة هم الاداب والعلوم والطب والحقوق.

وتعتبر جامعة القاهرة من أقدم الجامعات المصرية، والتى تحتل المرتبة الثالثة عربياً، ومع مرور  112 عاما على إنشاء الجامعة، فهناك تطورات وأحداث بل وإنجازات عديدة شهدتها جامعة القاهرة لا تقل أهمية عن تاريخ إنشائها فنذكر منها علي سبيل المثال وليس الحصر احتضانها للمؤتمر الوطني للشباب النسخة السادسة، تحت شعار “ابدع..انطلق”، وتحت رعاية وتشريف السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، حيث أكد سيادته علي أن الحوار والتواصل هما الطريق الأمثل لبناء مجتمع قوي، هذه المؤتمرات الشبابية التي حرص الرئيس السيسي منذ توليه رئاسة الجمهورية على عقدها والعمل على إطلاق العنان للشباب للإبداع والإبتكار وتدريبهم على أعلى مستوي من خلال قنوات أكاديمية متميزة مثل الأكاديمية الوطنية لتأهيل الشباب للقيادة ولم يقتصر الدور على التدريب فقط بل أمتد أيضا ليشمل تمكين النماذج الناجحة والمتميزة منهم لتولى العديد من المسئوليات والمهام في الحكومة المصرية، مما يعكس أحد أبرز إنجازات العصر الذهبي لمصر، منذ تولي الرئيس السيسي رئاسة الجمهورية، ليعلن بدء عهد جديد في ملف دعم وتمكين الشباب يتضمن  تكريم المتميزين في كافة المجالات والقطاعات وخاصا شباب الجامعات.

الشباب الذين اعتمدت عليهم كافة مؤسسات الدولة، طبقا لتوجيهات رئاسية، وخاصة الجامعات، فقد قامت جامعة القاهرة  بالمشاركة في النهوض بالمجتمع انطلاقًا من دورها الوطني والمجتمعي وفق رؤية محددة واستراتيجية فعالة وأهداف متميزة والمنبثقة من استراتيجية الدولة المصرية والتي ترتكز على بناء الإنسان المصري، حيث جاءت مشاركة جامعة القاهرة برئاسة الدكتور محمد عثمان الخشت، في مختلف المبادرات القومية بمختلف المجالات والأهداف متميزة،  فقد تم المشاركة في تنفيذ المبادرات القومية منها مبادرة حياة كريمة، وصنايعية مصر، و 100 مليون صحة، وحملة أنت أقوى من المخدرات، وقادت الجامعة حملة مناهضة العنف ضد المرأة بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، كما قادت جامعة القاهرة عدة قوافل تنموية شاملة للعديد من المناطق الأكثر احتياجات منها “عشش السودان” بالجيزة وحبايب وشلاتين، في إطار خطة الجامعة لخدمة المجتمع وتنمية البيئة حيث يتم تقديم خدمات شاملة ومجانية لأهالي المنطقة في مختلف التخصصات الطبية والتوعية الصحية وتقديم مساعدات غذائية، ومحو أمية، وتعليم حرف، ومكافحة الإدمان والدعم النفسي.

وجاء مشروع تطوير العقل المصري كأحد أبرز مشروعات جامعة القاهرة المتميزة، والذي يعتبر أحد الأدوات التنفيذية لتطوير العقل وتغيير طرق التفكير  ولا يندرج ذلك المشروع تحت الفكر الفلسفي فقط وإنما يشمل الفكر والعمل سويا من خلال دمج كلا من دعائم منظومة تغيير طرق التفكير وهم التفكير النقدى وريادة الأعمال، بالإضافة إلى مشروع تجديد الخطاب الديني وضرورة رفع الوعي الجامعي والمجتمعي بمفهوم العلاقة بين مفهوم الدولة الوطنية والخطاب الديني الذي يشير إلى ما يقوله البشر عن الدين كما حرص المشروع على توضيح خطورة الخطاب الديني التقليدي في دعم الإرهاب والتنظيمات المتطرفة التي تعتمد على أحادية الصواب.

واستكملت جامعة القاهرة مشروعاتها المنبثقة من استراتيجية الدولة المصرية وتحقيق لرؤية مصر 2030، في ظل قيادة مصرية واعية وحكيمة حريصة على نهضة هذا الوطن العظيم،  بإطلاق  أكبر تمويل للمشروعات البحثية  بلغ  210 ملايين جنيه لتمويل 106 مشروعات بحثية بالتعاون مع هيئات حكومية ومؤسسات دولية بالإضافة إلى 25 مليون جنيه تمويل ذاتي من الجامعة للمشروعات العلمية والمعملية لفيروس كورونا منذ بداية الجائحة، وتشكيل عدد من الفرق البحثية وإطلاق العديد من الأدلة الإرشادية وتنفيذ عدد من الإجراءات الإحترازية والوقائية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

كما جاء تحول جامعة القاهرة نحو جامعات الجيل الثالث لتتجاوز دورها التعليمي إلى خدمة الأهداف القومية والوطنية حيث كانت من أوائل الجامعات والمؤسسات المصرية التي قامت بتفعيل الشمول المالي، فيما يتعلق بالدفع والتحصيل الإلكتروني بما يساهم في تحقيق الشفافية وتقليل الفساد، بالإضافة إلى تفعيل التحول الرقمي في كافة القطاعات التعليمية بإطلاق المنصة التعليمية الذكية لجامعة القاهرة Smart CU ، والتى تضم مجموعة من الأنظمة المتكاملة من أهمها نظام Blackboard ونظام الامتحانات Assessment Gourmet   والمراجع العلمية والمواد التعليمية والاجتماعات والمؤتمرات وبرنامج كشف الانتحال Plagiarism والعديد من الأدوات التعليمية الأخرى، بالإضافة إلي إعداد ميثاقًا أخلاقيًا للمهن الجامعية ليحكم القواعد المهنية لأعضاء هيئة التدريس،  وإعداد  ميثاق الأخلاق الطلابية بالتعاون مع هيئة الرقابة الإدارية،  فالأخلاقيات هي قواعد منظمة للتعامل على جميع المستويات.

أنشطة كثيرة ومشروعات كبري لا يسع لنا أن نذكرها أو نتذكرها مرة واحدة ولكنها ستظل علامة مضيئة في تاريخ جامعة القاهرة نتذكرها سوياً ودوما وخاصا في تاريخ تأسيسها الجامعة زي النهاردة.

الوسوم

موضوعات ذات صلة »

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock