أهم الأخبارمقالات الرأي

الجامعات الأهلية مشروع المستقبل والأسئلة الصعبة.. بقلم: عبد الرحمن عبادي

 

قد يكون هذا أهم مشروع تبنته الدولة فى الفترة الأخيرة لأنه يؤسس لإنشاء جامعات متطورة قادرة على مواكبة الجديد وقائمة على بنية تحتية تساعدها على الصدارة العالمية إضافة إلى أنها تمنح مساحة معقولة أمام الطالب المتفوق غير القادر ماديا على تحمل أعباء تلك الدراسات من خلال منظومة المنح الثابتة التى قد تغطى أكثر من ٢٠% من طلاب البرنامج والتى تقدم تحت أشراف المرشد الأكاديمي ومجالس امنائها وتقوم على معيار عادل وواضح سواء التفوق أو ضعف القدرة المادية .
وبغض النظر عن الجدل الذى أثاره البعض حول طبيعة الاسم والمصطلح فإن إنشائها يعكس إرادة سياسية حقيقية افتقدها ذلك الملف لعقود ولا يجب أن يثير المخاوف طالما أن إنشاء تلك الجامعات يتم بالتوازى مع التوسعات الملموسةفى الجامعات الحكومية خاصة فى جامعات الأقاليم .
لكن مع كل هذا نجاح تلك الجامعات فى تحقيق أهدافها المتعددة سواء بتحويل مصر إلى منطقة جاذبة لاستثمارات خدمات التعليم أو لتخريج صفوة من المتميزين علميا فى تخصصات حديثة أو لتخفيف أعباء الدولة بمساهمة تلك الاستثمارات فى دعم جانب من التعليم الحكومى فإن نجاح تلك المؤسسات مرهون بإحسان إدارتها ..وقيامها على قواعد ثابتة بعيدة عن مجاملات الاختيارات فى التعيينات وفوضى وتخبط الخطط وبعيدة عن سياسة اللقطة والترويج لها على أسس مدروسة ..
الواقع يؤكد أن الدولة صرفت ببذخ على تجهيزات تلك الجامعات وبنيتها التحتية وتركت العيش لخبازه لاختيار منظومة إدارة تلك الجامعات ووضع اللوائح والقواعد الحاكمة لها ..
قد يكون الحكم مبكرا على مستقبل تلك الجامعات لكن من واقع الفصل الدراسى الأول الذى انطلق بعدد من برامجها تثور أسئلة لابد أن تكون هناك أمانة فى الإجابة عليها إذا أردنا للتجربة تحقيق أهدافها ؟ وقد تكون الإجابات بمثابة البوصلة التى يجب الاحتكام إليها الآن لمسار الفترة المقبلة .. من بين تلك الأسئلة ما يلى :
– هل كان الترويج لتلك الجامعات مبنيا على أسس علمية داخليا وخارجيا ..على أيدى فرق محترفة ؟
– هل نجح الترويج فى لفت نظر الفئات المستهدفة ؟
– هل كان مردود الفصل الدراسى الأول بين الفئات الطلابية المستهدفة فى الداخل والخارج إيجابيا أم أن تخبط البدايات قدانعكس فى صورة دعاية سلبية تحتاج إزالتها وقتا كبيرا ؟
– هل تم اختيار قيادات أكاديمية وإدارية تناسب مستوى الحدث؟
– هل تم إتمام بروتوكولات التعاون الدولية مع كبرى جامعات العالم وفقا للخطط المرسومة والتى تم استعراضها مع رئيس الجمهورية؟
– هل افتتاح بعض البرامج الدراسية بتلك الجامعات قبل استكمال تجهيزاتها الكاملة كان أمرا سليما؟
– هل تم دراسة سوق التعليم العالى بعناية قبل افتتاح برامج دراسية فى بعض التخصصات النظرية التقليدية ؟
– إذا كان مناط تميز تلك الجامعات مرهونة بتقديم منظومة برامج دراسية بينية وفريدة من نوعها ..هل تحقق ذلك فيما تم افتتاحه من برامج فى أول فصل دراسى علما بأن اول فصل هو وش القفص فى لغة التجارة؟
– أيضا هل قدمت الجامعات الحكومية التى وضعت حجر أساس الجامعات الأهلية حتى الآن خطط واضحة تراعى كل ماسبق؟
أخيرا قد يختلف معى البعض لكنى أرى فى تلك الجامعات بارقة نور وإنجاز غير مسبوق يكفى وحده لتخليد القيادة السياسية التى اتخذت قرار إنشاء هذا الكم الكبير من المؤسسات التعليمية والعلمية والتى كانت تتابع بصورة شبه أسبوعية خطوات الإنشاء والتجهيز لإتمام التجهيزات خلال أقل من عامين الأنجح فى مهمتها لتصبح الكرة الآن فى ملعب القيادات التنفيذية .

الوسوم

موضوعات ذات صلة »

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock