غير مصنف

نحن نصنع التغيير

 

 

بقلم.. د. شكري عبداللطيف*

على مر العصور والأزمنة كان التعليم – ولا يزال-  واحدا من أهم عناصر الحضارة الإنسانية ، فقد كانت الحضارات القديمة تولي اهتماما خاصا بالتعليم إيمانا بأن لا حضارة بدونه، فالمعركة من أجل البقاء تتطلب بالضرورة تعليما يصنع حياة جديدة ، تعليما يغير حياة الأفراد إلى الأفضل ، تعليما يدفع المجتمعات إلى تحقيق أهدافها في الوقت الذي يساعد الأفراد على الوصول إلى ما ينشدون الوصل إليه.

إن التعليم هو التغيير الذي ننشده، تغيير الثقافات ، تغيير المهارات ، تغيير التوجهات والأهداف، تغيير ما لايمكن تغييره، نعم إن التعليم هو تغيير ما كنت تظنه لن يتغير أبدا. وإذا دققنا النظر في المفهوم العلمي للتعليم نجد أنه عبارة عن اتصال منظم هادف يرمي إلى إحداث التعلم ( الذي لم يكن موجودا من قبل) وهذا ما نقصده من كلمة التغيير، نتعلم لنتغير إلى الأفضل الذي نتمناه.

على مدار السنوات الماضية قابلت العديد من الطلاب وأولياء الأمور الذين يبحثون طول الوقت عن الطريقة المثلى لتحقيق هذا التغيير . تبقى كل النصائح والتعليمات عاجزة عن إحراز أي تقدم في هذا الإطار حين لا يكون التغيير ذاتيا نابعا من شخصية الإنسان ذاته. وهنا يطرح السؤال التالي هل يمكن لطلاب المراحل العليا ( الثانوية) والمتوسطة الوصول إلى مرحلة الوعي والإدراك الكافي بأهمية وضرورة هذا التغيير؟ ، هل يمكن تكوين وعي وإدراك بأهمية هذا التغيير لمستقبلهم الحياتي؟. بالقطع تكون الإجابة .. نعم يمكن ذلك …..

وهنا نصل إلى اللاعب الرئيس في هذه الثلاثية ( المدرسة – الطالب – المعلم) وهو المعلم قائد هذا التغيير. إن انتقال الطلاب من مدرسة إلى أخرى ، من مرحلة دراسية إلى أخرى، من نظام تعليمي إلى آخر، مثل أي عملية انتقالية يكتنفها الكثير من الغموض والترقب ويستطيع المعلمون الاستثنائيون قيادة هذا التغيير بحرفية ومهنية وصولا بالطلاب إلى ما يحلمون به، يستطيع المعلمون في هذه الحالات خلق الإدراكات والمفاهيم الخاصة بطلابهم الداعمة لهذا التغيير حيث يكون المعلمون هم رواد المعانى ( Chief Meaning Officer ) يعطون لكل شيئ في حياة الطلاب معنى ، يحولون عوامل القلق والترقب إلى محفزات للنجاح ، إنهم يحولون اللاشئ إلى أهم شئ. يكمن دور المعلمون هنا في تحويل الإخفاقات إلى نجاحات ، إنهم القادة الأكاديميون الحقيقيون الذين يحولون ال ( لا ) إلى ( نعم ) . حين لا يكون هناك أمل ، يخلقون هم الأمل في أعين طلابهم.   

الوسوم

موضوعات ذات صلة »

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock