أهم الأخبارمقالات الرأي

عمرو_دياب.. القابض على “جمر” النجومية

بقلم الاعلامى الكبير _محمد فوده:

سر احتفاظ “قاهر الزمن” بتألقه الدائم ونجوميته المتدفقة
يمتلك “كاريزما” خاصة.. وقوة شخصية منحت أغانيه مذاقاً مختلفاً
يحرص دائماً على تقديم كل ما هو جديد فى الموسيقى والغناء
اختياراته الدقيقة ساهمت بشكل كبير فى تأهيله للحصول على الجوائز العالمية والتقدير الدولى
يعرف جيداً مواطن القوة والثراء فى الأغنية المصرية.. ويمتلك قدرة فائقة على الوصول لجمهوره من الكبار والصغار

كلما التقيت قاهر الزمن “الميجا ستار” عمرو دياب أشعر وكأننى أعرفه لأول مرة، حيث يمتلك قدرة فائقة على أن يمنحنى طاقة إيجابية غير عادية ، لأنه وبدون مبالغة يمثل مصدراً حقيقيا للإلهام والتألق، لذلك فقد ظل راسخا بأقدامه الثابتة فوق قمة الغناء المصرى، ليظل النجم عمرو دياب أسطورة تتفجر حولها الشموس، ليس هذا فحسب بل إنه يحتل صدارة المشهد دائما ويعتلى بالفعل عرش النجومية والتميز والتألق وذلك لما يتمتع به من كاريزما وقوة شخصية تجعل له مذاقا مختلفا، فحينما أعود بالذاكرة يحضرنى عندما قدم لنا أغنيته الشهيرة “أنا مهما كبرت صغير” كأنه كان يعبر من خلالها عن شخصيته الحقيقية وعن حرصه على أن يظل كبيراً فى ساحة الغناء ولكن بروح شبابية فتلك الأغنية تتناسب بالفعل مع شخصيته وملامح وجهه فحينما تراه وجها لوجه وتتحدث إليه فإنه يبدو كأنه ما زال شابًا صغيرًا فى قمة تألقه وحيويته بابتسامته الصافية النقية التى لا تعرف اللف والدوران، ربما لأنه يتميز باللياقة البدنية العالية وربما أيضـًا لأن ملامح وجهه البسيطة هى التى تمنحه تلك التفاصيل الخاصة جدًا.. وأعتقد أن لياقته البدنية كانت أحد أهم أسباب هذا التألق خاصة أن “قاهر الزمن” يولى هذا الجانب فى حياته اهتماماً خاصاً وهو ما يلمسه بوضوح المتابع لمشوار عمرو دياب, فهو منذ بداياته ظل حريصًا كل الحرص على التغيير المستمر فى الأغنيات التى يقدمها لجمهوره مع التركيز على إضافة كل ما هو جديد إلى الموسيقى والأغانى والكليبات التى يقدمها، لذلك فإنه استطاع أن يعطى الانطباع فى كل أغنية يقدمها وكأنه يقدم أغنياته لأول مرة وفى نفس الوقت لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يشعر أحد بأن الأغنية الجديدة لها علاقة من قريب أو بعيد بتلك التى سبقتها، حتى إنه أصبح متميزًا بهذا النهج فى العديد من دول العالم، وأعتقد أن هذه الصفات هى التى ساهمت بشكل كبير فى تأهيله للحصول على جوائز عالمية من قبل منها على سبيل المثال “ميوزيك أوورد”المصنفة فى مقدمة الجوائز العالمية التى لا يحصل عليها إلا المطرب المجدد أو صاحب البصمة المتميزة فى مجال الموسيقى والغناء.

أكتب مجدداً عن “قاهر الزمن” والأسطورة الشامخة عمرو دياب، حيث إن من يتابع مشواره يعى جيداً أن قيمة الهضبة الحقيقية تتجلى فى أنه يعرف جيداً مواطن القوة والثراء فى الأغنية المصرية وبالتالى فهو يمتلك القدرة على كيفية الوصول إليها بكل بساطة وسهولة وينتقى أجمل ما فيها ليحتفظ دائما بشبابها من أجل أن تصل إلى الناس طازجة دافئة بدون شوائب وهذا سر قدرة أغانيه على الصمود والوقوف فى وجه العديد والعديد من موجات الأغانى الهابطة التى حملت معانى وأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، ليس هذا فحسب بل إنه نجح أيضاً وببراعة فى الوصول إلى أعلى حالات الأغنية المصرية شكلا ومضمونا، فكان همه الأول والأخير هو تحديث الطرب المصرى سواء من ناحية الموسيقى أو اختيار الكلمات الراقية التى تعبر عن شباب مصر فى تطوير دائم ولهذا فهو يفاجئنا دائماً بكلمات أغانيه التى تصل لكل المحبين الذين يشعرون بأنه يعبر عنهم ويجسد على أرض الواقع ما يعيشونه بالفعل من قصص حب، كما أنه يمتلك القدرة أيضاً على أن يجعلنا نعيش معه فى حالة حب دائم خاصة أن أغانيه تمثل بشكل حقيقى العشق والوداع والفراق، لدرجة أننا يمكننا أن نعتبره “ساحرا” لا يتوقف عند نجاح أو يرضى بأى تألق، بل إنه كالشهب الملتهب المنير لا تطفئه رياح بل تزيده قوة وصمودا وتحديا، فهو ببساطة شديدة حريص دائماً على النجاح وعلى احترام جمهوره، وبالتالى فهو يجنى باستمرار حب هذا الجمهور له.

والحق يقال فإن عمرو دياب ليس فى حاجة إلى شهادة من أحد على نجوميته الطاغية لأن أغانيه تجبر الجميع دون استثناء على احترامه وتقديره على هذا الفن الرائع الذى يتدفق منه تماماً مثل البئر التى كلما اغترفنا منها الماء نجدها وقد امتلأت أكثر وأكثر بالماء العذب، هكذا هو حال “قاهر الزمن” وهكذا حال الأغنية المصرية فطالما يعيش بيننا نموذج النجم عمرو دياب فإن الأغنية المصرية ستظل بخير وفى الصدارة كما كانت من قبل لأنه يمتلك موهبة حقيقية تماماً مثل الذهب فأينما يكون فهو ذهب ومهما تعرض لعوامل الزمن فإن الذهب يظل على بريقه ولا يصدأ أبداً، لذا فإننى أقولها وبكل صراحة إن عمرو دياب هو بحق حامى حمى الريادة المصرية فى الأغنية والموسيقى، وهذا فى تقديرى لم يأت من فراغ أو أنه وليد الصدفة بل هو نتيجة مجهود كبير يبذله بشكل دائم ليظل باستمرار محافظاً على لياقته البدنية والفنية والإنسانية أيضاً لأن من يقترب من عمرو دياب يتأكد أنه يولى اهتماماً خاصاً بالجوانب الإنسانية ويعطى لفنه وموهبته كل وقته وهو ما ينعكس بشكل إيجابى على ما يطرحه من ألبومات متحدياً الظروف المحيطة ومتحدياً الحروب القذرة التى يتعرض لها من وقت لآخر والتى يتم خلالها استخدام جميع الأساليب القذرة للشوشرة عليه.

ومما لا شك فيه أن عمرو دياب يمثل جانبًا مهمًا من جوانب الفن المصرى وأحد الأعمدة الرئيسية فى دنيا الغناء والطرب الحقيقى وذلك لأننى أتحدث عن الفنان الحقيقى الذى أعرفه وأعى جيدًا مدى وطنيته وحبه وإخلاصه لمصر وأتفهم بالطبع قيمة وأهمية دوره الرائد فى التصدى لحملات تهميش المطربين المصريين خلال سنوات سابقة كانت خلالها الريادة المصرية فى مرمى السهام من أكثر من اتجاه، وهذا الدور الوطنى الذى قام به ليس جديداً على عمرو دياب فهو من المطربين القلائل الذين يحترمون أذواق جمهورهم المتفاوتة بل يسعى جاهداً لإرضاء هذا الجمهور الذى هو فى حقيقة الأمر يمثل مختلف الأجيال وهو ما دفعه إلى الحرص على تقديم ألوان وأشكال مختلفة من الأغنيات فحقق شهرة كبيرة ليس فى مصر فقط بل فى العالم أيضاً وهو ما لمسته بنفسى فى أكثر من دولة أوروبية كنت أزورها فقد كنت أستمع هناك إلى أغانى عمرو دياب فى أماكن عديدة وخاصة تلك الأماكن التى يتواجد فيها مواطنون عرب، وفى رأيى فإن تلك الجماهيرية الكبيرة لعمرو دياب خارج مصر لم تأت اعتباطا وإنما لأن عمرو دياب كان قد اختار لنفسه نهجًا خاصًا منذ بداياته وسار على هذا النحو من الإتقان إلى أن وصل فيما بعد إلى ما هو عليه الآن، دون أن يحاول تغيير مساراته حتى فى ظل أسوأ وأحلك الأوقات خاصة تلك التى شهدت هزات عنيفة للوسط الفنى بشكل عام ولمجال الموسيقى والغناء على وجه الخصوص.

“قاهر الزمن” عمرو دياب فى تقديرى يستحق وعن جدارة أن يصبح أيقونة وأسطورة الغناء ليس فى مصر فحسب بل فى المنطقة العربية أيضاً.. كما أنه كان ولا يزال وسيظل النجم الأوحد الجدير بكل حب وتقدير واحترام.

الوسوم

موضوعات ذات صلة »

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock