ريادة مصرية.. بقلم د. إيمان علاء الدين عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة
ريادة مصرية
بقلم د. إيمان علاء الدين
عضو هيئة تدريس بعلوم القاهرة
قرأنا منذ ساعات، بيان عن اختيار العاصمة الإدارية الجديدة عاصمة العالم العربى الرقمية لعام 2021 وأن مصر تتسلم رئاسة مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات فى دورته الرابعة والعشرين، ومن هنا نتسأل هل هذا الاختيار جاء وليد هذه اللحظة؟ أو جاء عن طريق الصدفة؟ على الرغم من أننا لدينا يقين في أنفسنا أنه من المستحيل أن يأتي شيئا عبثا.
وقبل أن نجاوب على تلك الاسئلة البديهية والمعلومة إجابتها واستنتاجها، دعنا نستعرض أبرز ما جاء في البيان بل ونرسم سويا صورة متكاملة للريادة المصرية في جميع القطاعات والمجالات المتعلقة بالتحويل الرقمي، حيث تحتضن العاصمة الإدارية الجديدة جميع الأنشطة والاستراتيجيات المتعلقة بتحقيق التحول الرقمي في كافة المجالات والقطاعات المختلفة، وكذلك العمل على تنمية المهارات والتركيز على رفع وبناء القدرات الرقمية، بالإضافة إلى تحفيز الإبداع الرقمي بحيث يكون محاطا ببيئة ذكية ومتكاملة ومتجانسة، وتوافر نظام ايكولوجي مناسب يضم شراكة راسخة وقوية بين كافة أصحاب المصلحة الداخليين والخارجيين لخدمة أهداف التنمية المستدامة وتحقيق مؤشرات أداء رؤية مصر 2030 وتنفيذ مخرجات المشروع الوطني الملقب ب “مصر الرقمية”.
ولاشك أن اختيار العاصمة الإدارية الجديدة كعاصمة العالم العربى الرقمية لعام 2021 يأتي كأحد نتائج العصر الذهبي المصري بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، ليعلن بدء عهد جديد للتنمية في كافة أرجاء المحروسة وفي جميع القطاعات الحيوية ولعل أبرزها التحول الرقمي بل ويمتد لتأكيد سيادته الدائم على حرصه أن يجعل مصر في مصاف الدول المتقدمة، فالتنمية ليست مجرد كلمة أو رقم في معادلة اقتصادية، إنما هي نتاج جهد وعرق وكفاح وإصرار لقيادة مصر الشرفاء وجنود مصر العظماء الذين بذلوا مزيد من الجهد المشرف لرفعة شأن وطننا الغالي، ليفتحوا بجهدهم جواز مرور لعبور جديد لنا ولأَولادنا.
ويأتي التأكيد على ضرورة التحول الرقمي في كافة المجالات لما فيه من فوائد عديدة أبرزها مكافحة ومنع ومحاربة الفساد والمفسدين بكافة صورهم وأشكالهم ويتوجه العالم كله وخاصه العالم العربي لمكافحة الفساد عن طريق إطلاق المبادرات لدمج وتفعيل التحول الرقمي، ومن هنا جاء إطلاق مبادرة العاصمة العربية الرقمية بهدف خلق بيئة محفزة للاستثمار في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات عبر إبراز القيمة المضافة للتقنية الإلكترونية للمدن العربية لفعاليات العاصمة العربية الرقمية وتنمية ما تقوم به من دور رئيسي في تمكين التقنية والإبداع الفكري.
كما أن التحول الرقمي بدوره يؤثر على استمرار توحيد الجهود لتحقيق مجتمع عربي رقمي في ظل الثورة التكنولوجية والمعلوماتية التي يشهدها العالم أجمع؛ ولا سيما في ظل أزمة عالمية وهي جائحة فيروس كورونا المستجد والتى أثبتت أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يعتبر أبرز المكونات الفاعلة والأداة المحركة لمعظم القطاعات الأخرى، كما يتحول إلى عامل أساسي لرفع كفاءة هذه القطاعات وتحسين أدائها، بالإضافة إلى أن التحول الرقمي أصبح من أحد الموارد الرئيسية للتنمية المستدامة على المستوى الوطني والإقليمي وفي كافة المستويات والأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
حيث جاءت رؤية مصر لترسيخ وتعزيز المجتمع الرقمي لتعبر عن منهجية صنع القرار في الدولة والتى تعتمد اعتماد وثيق على التخطيط الاستراتيجي والإدارة الاستراتيجية الحقيقية فجاءت رؤية التحول الرقمي لترتكز على ثلاثة محاور أساسية هم التحول الرقمي، وتنمية المهارات والقدرات الرقمية، وتحفيز الإبداع والعمل الخلاق الرقمي؛ كما تضمنت الاستراتيجية عدد من المحاور الهامة أبرزها تطوير البنية التحتية الرقمية وتوفير الإطار التشريعي التنظيمي اللازم لحوكمة المنظومة ورفع كفاءة البنية المعلوماتية الرقمية على نحو يتيح جودة واستمرارية تقديم خدمات رقمية متميزة للمواطنين وقطاع الأعمال، بما يسهم في تحقيق الشمول الرقمي ويمهد الطريق نحو إرساء قواعد الاقتصاد الرقمي وكذلك اكتشاف الطاقات الكامنة للتكنولوجيات الرقمية والتي يأتي في مقدمتها الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء وسلاسل الكتل؛ بالإضافة إلى ضرورة مراعاة الجوانب الأخلاقية لتلك التقنيات ولا سيما في ظل الأخطار الجسيمة التي يمثلها الاستخدام الغير الممنهج والغير مسئول لتلك التقنية، وكذلك التداعيات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عنها، ومنها على سبيل المثال مراعاة الشفافية وعدم الانحياز في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والحفاظ على القيم والثوابت والتراث الحضاري؛ وأخيرا توجيه الاهتمام نحو بناء قاعدة من الكفاءات الرقمية، وتبنى سياسات فعالة لتضافر الجهود بين جميع الجهات المختصة والمعنية لتسليط الضوء على أبرز الممارسات العربية في مجال الشمول الرقمي.
فلا شك أن ملف التحول الرقمي لم يكن وليد الصدفة ولكن كان نتيجة إرادة سياسية حقيقية لتحويل الحلم إلى حقيقة باستغلال كافة موارد الدولة والإدارة الاستراتيجية المتميزة والتنفيذ المميز وفي ظل جهود أبناء ورجال مصر الشرفاء الذين يبذلون كل غال لنهضة هذا الوطن العظيم فتحية تقدير وإعزاز لهم على ما قدموه وليتنا جميعا نحكي ونتحاكا بإنجازات مصرية محفورة في الأذهان والعقول ونتذكر دوما أن هناك ريادة مصرية.